قصة الرجل الذي فقد نعمة الكلام
نعم الله علينا كثيرة لا تعد ولاتحصى (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَنَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) [إبراهيم: 34].
ومن هذه النعنم نعمة اللسان هذا العضو الذي يتحرك بكل يسر وسهولة ... ولذلك كان خطره عظيما إذا لم نسخره في ذكر الله والكف عن كل كلام يغضب الله ومن هنا نذكر لكم قصة رجل اصيب بمرض خطير أعاذنا الله وإياكم وقرر الأطباء استئصال الحنجرة والحبال الصوتية وبدأت معاناة هذا الرجل مع فقد هذه النعمة فأصبح لا يستطيع الكلام إلا من خلال جهاز صغير يضعه على رقبته كلما أراد ان يتكلم وكلامه غير مفهوم ولا يتكلم الا بكلام مختصر حتى لا تنفذ البطارية لأن سعرها مرتفع وهو يغيرها كل ثلاثة ايام تقريبا او حسب كلامه تخيلوا نحن نتكلم بكل يسر وسهولة ولله الحمد والمنة من غير ان نحتاج لجهاز باهظ الثمن واذا انتهت بطاريته نضطر لان ندفع مبلغ كبير حتى نغيرها ونستطيع الكلام وهذا الرجل يتكلم عن معاناته انه لا يستطيع ان يجلس في المجالس العامة لأن قليل من الناس من يفهم كلامه وكثير من المتاعب التي يواجهها بسبب فقد هذه النعمة وهو الآن اصبح داعية الى الله سبحانه ومعه من يترجم كلامه للناس لأن قليل من يفهم كلامه ...
كما ذكرنا سابقا لنتأمل حال هذا الرجل ونتأمل حالنا وهذه النعمة التي انعم الله بها علينا والله لوبقينا ساجدين لله باقي عمرنا ما أدينا حق هذه النعمة لنحمد الله على هذه النعمة ونشكره سبحانه وأقل ما يمكن أن نشكره به هو أن لا نتكلم إلا بما يرضي ربنا وخالقنا ولنترك الكلام بغيير فائدة ولنتوب إلى الله من الكلام والتفكه بأعراض الناس لأننا والله محاسبون على كل كلمة تخرج من افواهنا في غير مرضاة الله وأخيرا اخوتي لنأخذ العهد على أنفسنا أن لا نتكلم إلا بما يرضيه سبحانه ولنضع نصب أعيننا قول الله تعالى (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) و قول المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه ( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي بالا يهوي بها في جهنم ) وقوله ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) ... صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم